قد يخال البعض ان ترشح المهندس سليم غزالة لرئاسة بلدية زحلة جاء وليد الصدفة او أنه مجرّد خيار بين الخيارات المتاحة.. ولكن يكفي ان تسأل غزالة عن اسباب ترشحه ومشروعه التغييري وال"تطويري" كما يصفه هو، لمدينته زحلة حتى تتأكّد ان لا مكان للصدف العشوائية في اختيار اسمه وحصوله على الدعم والتأييد.
لم يقدم غزالة على الترشح عن عبث، ولم يأتِ من الفضاء كما يحلو للبعض وصفه، فهو ابن أقدم الأحياء في زحلة، وقد امضى طفولته ونشأته بالقرب من اقدم كنائس المدينة، وارتوى من حبّه لمدينته في تفاصيلها وأحيائها وأزقتها التي تسكن ذاكرته وحاضره، فهو المغترب المقيم، الذي مهما كثرت مغريات الغربة لا يجد راحته وملاذه إلّا في حارته ومنزله وفي مدينته التي كان يعود اليها اسبوعياً ويسترق منها شحنةً من الجمال والحب والإلفة التي لم ولن يجدها غزالة في اي مدينة في العالم.
وبين محبته العميقة لمدينته وخبرته الطويلة في عالم الانماء وتطوير الاعمال، يؤكّد غزالة مجيباً على اسئلة موقعنا في دردشة صباحية من منزله، أن ترشحه لرئاسة بلدية زحلة المعلقة وتعنايل يعود لاسباب عدّة اهمّها يقينه بأن زحلة لم تعد زحلة التي يعرفها، مشيراً الى انه في السنوات الخمس الأخيرة وخلال تواجده في زحلة، لم يعد يرى مدينته، التي عهدها في الماضي، والتي كانت تضجّ فرحاً وحياة ..
ويضيف غزالة، زحلة كانت مكتظة بالناس والمحال والحركة التجارية والاجتماعية، واراها باتت متقوقعة على نفسها، في عصر التواصل وامداد الجسور والانفتاح، واستثمار الطاقات الشبابية.. يجب استعادة دور زحلة المحوري والرائد، والأمر ليس مستحيلاً بوجود الخطط والحلول والمشاريع..

ويتابع غزالة حول اسباب ترشحه مشيراً الى انه وصل الى مرحلة "to give back to the community” في حياته المهنية فهو وبعد خبرة مديدة في العمل مع الحكومات من خلال التخطيط ووضع السياسات ومشاركة القطاع الخاص لتحقيق النمو، يؤمن بأن انجازاته لن تكتمل ما لم يستثمرها في خدمة وطنه ومدينته تحديداً، وهنا يتطرّق الى نقاط عدة يطمح الى تحقيقها في بلدية زحلة واهمها اعادة الهيكلة، المكننة، وتعظيم الإيرادات..
كما ويتطرّق غزالة الى اهمية المرحلة الجديدة التي ولد معها لبنان الجديد في عهد وآمال جديدة، وكانت دافعاً اضافياً لاقدامه على الترشح، حيث بات يرى المرحلة المقبلة واعدة وقابلة لتحقيق الانجازات والاحلام..

وعن عدم خبرته في الشؤون الانمائية الزحلية، يؤكّد غزالة انه لا يرى الأمر بمنظار سلبي، فعدم غرقه في التفاصيل يساعده على رؤية الصورة بشكل اوضح، ويرى الحلول بنظرة fresh eye، وهو امر ضروري لاحراز التغيير المنشود.
ويضيف، بوجود كادر بلدي يعرف "الشاردة والواردة" في البلدية والمدينة، ومجلس بلدي متجانس، لن يصعب علي الامساك بملفات زحلة الانمائية وبداية تحقيق الانجازات منذ الاشهر الاولى رغم كل التحديات..

اماّ عن التحالفات يقول غزالة: "يجمعني بالقوات اللبنانية الفكر نفسه من حيث بناء الدولة والمؤسسات، واسلوبهم بالعمل، فهم يدعمون ولكن لا يتدخلون بعمل المسؤولين وقراراتهم.
ويتابع، لقد لاقى اسمي ترحيباً وارتياحاً لدى الكتلة الشعبية، الذين يتلاقون مع القوات في العديد من المبادئ الوطنية.
اما اختيار الاعضاء فالأولوية للكفاءات ولتمثيل نسيج المجتمع الزحلي بعيداً عن المحاصصة والأرقام.

وعن أولوياته في العمل يؤكّد غزالة ان برنامجه الإنتخابي يحمل بنوداً طويلة وكثيرة ولكن اذا كان لا بد من تحديد اولويات ملحة فيقع الخيار على ثلاثة محاور هي:
المحور الأول : بلدية حديثة (modern )
كادر الموظفين:
يشير غزالة الى ان تحديث البلدية يبدأ بتطوير امكانيات الموظفين الحاليين ما يساهم في الاستفادة من خبراتهم بشكل اكبر، الأمر الذي ينطبق ايضاً على عناصر الشرطة البلدية لتفعيل دورهم.
ويؤكّد غزالة ان المكننة هي حاجة ضرورية وملحة ولا يمكن تطوير البلدية والعمل الانمائي بعيداً عن المكننة وهي ضمن اولوياته في محور التحديث.
اضافة الى تكثيف العمل في المجلس البلدي الذي من شانه تفعيل دوره وزيادة انجازاته..

اما المحور الثاني فهو في الاعمال البلدية اليومية، والبديهية (الحفر، الانارة، الطرقات…)
ويؤكد ان ايجاد الحلول للملفات والامور الحياتية اليومية لا يحتمل التأجيل.

اماّ المحور الثالث والذي يستحوذ على الكثير من اهتمام المرشح سليم غزالة فهو السياحة على انواعها، مؤكدا ان زحلة لديها مقومات وفيرة في هذا المجال وليس عدلاً ان تكون خارج الخارطة السياحية، خاصة وانها مدينة التذوق والسفرة اللبنانية، وفيها السياحة البيئية، لما لديها من مقومات طبيعية، فضلاً عن السياحة الدينية وهي مدينة الكنائس.
وزحلة تمتلك مقومات السياحة الثقافية والترفيهية وتليق بها المهرجانات والاحتفالات والنشاطات الشبابية..
وهي لا ينقصها شيئاً لتكون جاذبة لسياحة المعارض والمؤتمرات …
ويؤكد غزالة ايضاً على محور مهم في اطار الاولويات وهو “العمل مع الجمعيات” للاستفادة من التعاون معهم لخلق نشاطات من اليوم الاول للمجلس البلدي العتيد..

الحديث يطول ولا ينتهي عن مشاريع غزالة لمدينته زحلة، ولم يذكر منها الا القليل لموقعنا، تاركاً التفاصيل لبرنامجه الانتخابي المفصّل الذي سيطلع الزحليين عليه قريبا، ولكن لا بد من التوقف اثناء الحديث معه عن مشاريعه، عند حماسه واندفاعه الكبير لمدينته، واستعداده للاجابة على اي سؤال او تفصيل، بثقة ومعرفة والمام كبير، حتى تنسى انك امام خيار جديد لبلدية زحلة، فيجعلك تقتنع بأنه ليس مبتدئاً بل ذو خبرة ومعرفة واسعة في خطوته الانتخابية.